رمضان شهر مبارك، تكثر فيه الخيرات، وتتنوع الأكلات، وتكون موائده عامرة بما لذ وطاب.
وهناك من الناس من يغتنم فرصة الصيام، لضبط نظامه الغذائي، وتوجيهه إلى ما يحافظ على صحته، ويزيده لياقة وعافيته، مستغلا الامتناع عن الطعام والشراب ساعات طويلة، ومحافظا على انضباطه خلال ساعات الفطر، وهؤلاء الأشخاص مدعوون للاستمرار في نهج الانضباط والتوازن، ما بعد العيد، والحفاظ على صحتهم ولياقتهم ورشاقتهم.
وهناك آخرون أطلقوا لرغباتهم العنان، ورتعوا في الطيبات دون مراعاة لصحتهم، فصاموا النهار ليجعلوا الليل كله وجبة واحدة مفتوحة، مستمرة من غروب الشمس حتى بزوغ الفجر، وملؤوا بطونهم بما لذ وطاب، من المأكولات الرمضانية الشهية الدسمة، الغارقة في السعرات الحرارية، وهؤلاء مدعوون لوقفة عاجلة مع النفس، تحول دون حرمانهم فيما بقي من أعمارهم، من تلك الطيبات.
نظام خاص لما بعد الصيام
والصائم يعتمد على نظام غذائي يختلف في التوقيت والنوعية، خلال الصوم في شهر رمضان المبارك عن باقي أيام السنة، وهو ما يعني أن بعض التغيير في النظام الغذائي بعد ذلك قد يؤدي إلى مشكلات صحية، للعديد من الأشخاص، لاسيما في الجهاز الهضمي، كاضطرابات عسر الهضم، والتهاب المعدة، وزيادة الوزن وغيرها.
ولذلك ينصح الأطباء بالتدرج في تناول الوجبات، والتركيز على الوجبات الصغيرة والمتفرقة، مع الاستمرار في نظام غذائي معتدل ومتوازن وصحي، والعودة التدريجية لبرامج التغذية الصحية الاعتيادية بعد رمضان، لتفادي أية مشكلات محتملة، مع ضرورة الاعتماد على الخضراوات والفواكه، والالتزام بروح شهر رمضان المعتدلة طوال العام، وتنظيم الوجبات الغذائية، وتناول الأكل الصحي المتوازن المعتدل في الكميات المختلف في الأنواع، الذي لا يحتوي على الكثير من السعرات الحرارية، أو النسب العالية من الدهون، من أجل التمتع بصحة جيدة وحياة صحية.
اخرج من رمضان برفق
يجب تجنب العودة إلى تناول الطعام طوال ساعات اليوم في الفطر، بعد تعويد الجهاز الهضمي الراحة طوال اليوم في رمضان.
الخضراوات والفاكهة
بعد انقضاء العيد المشتهر بكثرة حلوياته، يحتاج الجهاز الهضمي إلى تعويض عن جهده المضاعف، وذلك بالإكثار من تناول الفواكه الطازجة والمجففة، والعصائر الطبيعية والخضراوات، فهي تساعد الجسم على التخلص من السموم، واستعادة التوازن الغذائي.
فرصة للتخلص من التدخين
يتمكن الصائمون من الامتناع عن التدخين طوال ساعات النهار، وربما تركه بعضهم ساعات الليل، أو تكرك أكثره بسبب التزامهم بالعبادات، وهذه فرصة سانحة لإطاحة هذه العادة السيئة.
الماء حياة
بعد أن فقد الجسم الكثير من الماء أثناء الصيام، أصبح لزاما تعويضه بعد رمضان، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، ومن المهم أن يتناول أي إنسان الماء بشكل روتيني، حتى دون أن يشعر بالعطش.
ضرر الإكثار من الكافيين
الإكثار من تناول المشروبات، التي تحتوي على كميات عالية من الكافيين بعد رمضان، قد يؤدي إلى اضطراب ساعات النوم.
الرياضة حاجة وليست رفاهية
بعض الناس لا يتمكن من الحفاظ على ممارسة الرياضة بانتظام أثناء رمضان، لذلك يجب العودة إلى ممارسة الرياضة بعد رمضان تدريجيًا، ويمكن البدء بممارسة رياضة خفيفة، مثل المشي أو ركوب الدراجات.
النوم سر النشاط طوال اليوم
تضطرب ساعات النوم اليومية كثيرًا أثناء شهر رمضان، لذلك فمن المهم إعادة ضبط الساعة البيولوجية بعد رمضان والنوم وقتا كافيا، فالنوم يحافظ على صحة الجهاز الهضمي، والجسم بشكل عام.
الوجبات السريعة والأطعمة الدسمة
تحتوي هذه الأطعمة على الكثير من الدهون المشبعة والكربوهيدرات المكررة والسكريات، مما يضيف الكثير من السعرات الحرارية إلى الطعام، دون إضافة أية قيمة غذائية، بل يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض مثل السمنة وأمراض القلب وارتفاع الضغط وداء السكري.
معاودة الصيام خارج رمضان
الصيام يساعد على التخلص من العادات الغذائية الخاطئة، ويحسِّن من الحالة الجسدية والنفسية، كما يساعد على تحسين عملية الأيض، وخسارة الوزن الزائد، لذلك فالصيام من وقت لآخر بشكل دوري، يمنح صاحبه الأجر من الله، والصحة والعافية.
المعتصم بالله البعاج.