افتتاحية المقالات .. (السادة البعاجيون الهواشم)

Albaaj1017 أكتوبر 2024آخر تحديث :

 

جمع أمير المؤمنين، في أيام عز الدولة الإسلامية، أعظم قاضيين في ذاك الوقت، لامتحانهما امتحان مقابلة شخصية، ومناظرة مباشرة أمامه، ليتوج أحدهما بتاج قاضي قضاة دولة الإسلام.

فلما حضر الرجلان الجليلان، وعلما بسر اللقاء، بادر أحدهما بأقوى أسلحته التي يملكها، ولكن لا لينال الوظيفة العليا، بل ليقذف بها في حضن صاحبه، ويتملص منها، خوفا من الله ومن ثقل المسؤولية، أمام الله، وقال: يا أمير المؤمنين، سل عني وعن صاحبي فلانا، وسمى عالما ورعا تقيا،  من أفضل علماء عصره، فأجابه المرشح الآخر، راداً عليه تزكيته له: يا أمير المؤمنين إن فلاناً (العالم الورع) يعرفني ولا يعرفه، وسيشهد لي دونه، ولو عرفه لشهد أنه أفضل مني، ولكنني أقسم بالله العلي العظيم، أن صاحبي هذا (المرشح الآخر)، خيرٌ مني وأصلح، فإن كـُنتُ صادقا، فهو أحق مني بالولاية، وإن كـُنتُ كاذبا، فكيف تولي كاذبا قضاء المسلمين، فأقنعتْ حجتـُه أميرَ المؤمنين، في دفع المنصب عنه لصاحبه، وقال للآخر: إن كنت تتهمه بالكذب، فلا يصلح لولاية القضاء، وإن كان صادقا، فأنت أولى منه بالقضاء، لأنك خير منه وأصلح، ولكنها لم تقنع المتورط بالمنصب، الذي قال: يا أمير المؤمنين، لقد أتيت بهذا الرجل الجليل، فوضعته على حفير جهنم، فأنقذ نفسه منها، بيمين كاذبة، فقال له أمير المؤمنين: أما أنك قد فهمتها، فقد وليتك قضاء الدولة.

هكذا استطاع المبدعون الواثقون بقدراتهم وعطاءاتهم، على مر العصور والظروف، بناء دول عظيمة، وأوطان جليلة، حين نظروا للثقة، التي يطوقهم بها أولياء أمورهم، على أنها مسؤولية شاقة، وتكليف عظيم، قبل أن تكون تشريفا، ووجاهة.

وهكذا يجب علينا أن ننظر إلى المسؤولية الكبيرة، التي وجدنا أنفسنا حاملين لها في دعم موقع (السادة البعاجيون الهواشم) الذي سيمثل وجه القبيلة، ولسانها الناطق، المتحدث في كل بيت بعاجي، طامحين أن ننقل رسالتنا من قلوبنا إلى قلوب أحبتنا البعاجيين، وليس لتلامس أسماعهم وأبصارهم فقط، اللذين نعلم من الآن أن ملامستهما، تتطلب عملا شاقا ومضنيا، لأن كلا منا يجب أن يكون شامخا في طموحاته، ورؤيته ولا يقنع إلا بالأفضل، والأجود، مؤمنا بحساسية سلاح الإعلام، خاصة الإعلام الرقمي، وأهميته في التغيير المطلوب إلى الأفضل، ضمن أفضل الممارسات الإعلامية والإدارية، التي تخضع للمعايير المؤسسية.

قـَـبـِلنا الثقة والمسؤولية، عازمين على الوفاء، متوكلين على من، لا يخيب من توكل عليه، سبحانه وتعالى.

المعتصم بالله بن الشيخ عبد الرؤوف ابن الشيخ أحمد البعاج

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.