لا تقل: تم افتتاح المشروع، وقل: افـْـتـُـتـِـح المشروع.
مما فضل الله به لغة العرب، أنها مرنة واسعة بليغة فصيحة، فعندما يريد المتكلم أن يغير المعنى الراغب في طرحه، فإن أساليب اللغة الفصيحة تغنيه عن الركاكة، واستخدام ألفاظ في غير موضعها.
ومن خصائص هذه اللغة العظيمة، أنها ليس فيها فعل، أو اسم، أو حرف، أو أقل من ذلك دون معنى، بل لا يجوز فيها إضافة كلمات إلى سياق الكلام، دون أن تكون لها دلالات إضافية، مستمدة من معنى الكلمات المضافة.
فعندما يريد المتحدث أن يحول كلامه من الفعل المبني للمعلوم مثل: (افتتح فلان المشروع)، إلى فعل مبني لغير المعلوم، فإنه ليس بحاجة لإضافة أفعال في بداية الكلام، مثل: تم وجرى وحصل، وغير ذلك، ويكفيه تحويل صياغة الكلام على ما تقره لغة العرب، بحذف الفاعل، وتحويل المفعول به إلى نائب فاعل، فتصبح الجملة: (افتـُتح المشروع)، ولا يجوز أن نقول: (تم افتتاح المشروع)، لأن الفعل تم فعل ماض له معنى كامل، ولا يجوز أن نجعله كلاما زائدا بلا معنى.
فالتمام هو رديف الاكتمال ويطلق على الشيء إذا وصل غايته من التمام والاكتمال.
وتتمة كل شيء ما يكون تمام غايته، كقولنا: هذه الدراهم تمام هذه المائة، وتتمة هذه المائة، وأتمت المرأة، وهي متم أي دنا موعد ولادتها، وأتمت الحبلى فهي متم، إذا تمت أيام حملها.
وجاء في معاجم اللغة: (تم الشي يتم تماً وتمامة وتماماً، واستتمه، وتممه الله تتميماً، وتتمة وتمام الشيء، وتتمته ما تم به).
وفي الحديث: (أعوذ بكلمات الله التامات) وصف لكلام الله بالتمام، وفي حديث دعاء الأذان: (اللهم رب هذه الدعوة التامة)، وصفها بالتمام لأنها ذكر الله، ولأنها الدعوة الخاتمة للرسالات والشرائع، التامة بذاتها دون نقص، والمتممة لما سبقها.
وقال الله أيضا: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}.
وإنما يجوز أن نصف بالتمام ما يكون على مراحل، فإذا انتهت المرحلة الأخيرة، فقد تم مثل أن نقول: تم المشروع، أي انتهى العمل به، ووصل إلى كماله وتمامه.