السادة الإعلاميون أم الإعلاميين؟

Albaaj1016 أكتوبر 2024آخر تحديث :

 

يلتبس على بعض الكتاب، كيف يبدؤون الخطاب في رسائلهم، التي تحمل صياغات مستحدثة، لم ترد بوضوح، في القرآن والسنة ولم تشتهر في مأثورات العرب، كمناداتهم المعرف بالألف واللام، دون التقديم له بقولهم: (يا أيها) الذي درجت عليه لغة العرب، فحين يعرفون (إعلاميين) بالألف واللام، تصبح (الإعلاميين)، فهل ينادونهم يا الإعلاميين كما كانت قبل التعريف يا إعلاميين؟

هناك اجتهادان محدثان يحتاجان إلى تقدير محذوفات ليصح المعنى بهما.

فبعضهم توهم صحة بداية خطاب النداء بقولهم: (السادة الموظفون المحترمون) وربما نصب (المحترمين)، فأمعن بالتقديرات المحذوفة، حتى أصبح الكلام المحذوف، أكثر من الكلام المنطوق.

وهناك من يرى الصحة في: (السادة الإعلاميين المحترمين)، – وهو ما نميل له خلافا للرأي السابق، – لحاجته إلى أقل قدر من المحذوفات المقدرة.

فإعراب السادة الإعلاميين هو: (السادة): اسم منادى منصوب على تقدير حذف أداة النداء (يا)، التي تحمل في مضمونها معنى الفعل أنادي، ويحمل الاسم المنادى في مضمونه معنى المفعول به، وتكون الكلمة التي بعدها (الإعلاميين)، بدل منصوبة، و(المحترمين) صفة، ويكون المحذوف المقدر حرف النداء: (يا) فقط.

ويجوز أن تكون السادة منصوبة بنزع الخافض (إلى): مفعول إليه، فيكون تقديرها: إلى السادة.

أما السادة الموظفون: فحتى يصح أن نعد (الموظفون) بدل السادة، مرفوعة على الشكل، لا بد أن نقدر وجود محذوف أول: (يا)، ومحذوف ثانٍ (أي) ليكون نكرة مقصودة مبنية على الضم، في محل نصب اسم منادى، ومحذوف ثالث: (هـا) التنبيه، ويكون تقدير الصفة في هذه الحالة مرفوعة: (المحترمون) على علامة الإعراب، أو يقدرونها منصوبة (المحترمين)، على محل الإعراب.

أما قولهم: (السادة موظفو الدائرة المحترمون)، فلا يصح أبدا، لمخالفته قاعدة المنادى المضاف، مخالفة واضحة.

وقد ورد في كتاب الله نصب المعرف بالألف واللام، عند وقوعه في موقع المنادى، الذي لم يسبقه (أيها): على الرغم من عطفه على نكرة مقصودة مبنية على الضم: {وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً يا جِبالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ}، والشاهد هنا في كلمة (الطير)، فقد جاءت منصوبة على المحل، على الرغم من أنها معطوفة، وكان يجوز بناؤها على الضم تبعا للفظ: (جبال).

وهذه بعض حالات المنادى عند العرب التي وردت فيها بصيغ مختلفة: المُنادى النكرة، والمُنادى النكرة المقصودة، والمُنادى المضافُ، والمُنادى الشبيهٌ بالمضافِ، والمُنادى العلمُ المفردُ، ونداءُ المعرَّفِ بالــ المسبوق بـ (أيّها) للمذكّرِ، و(أيّتها) للمؤنّثِ، والّلهمَّ، ويا ربِّ، ويا ربّاه، ويا أبتاه، يا أمّاه، ويا أبتِ.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.