مجبر أخاك لا بطل

Albaaj1015 أكتوبر 2024آخر تحديث :

 

لو بادر أحد المثقفين ناصحا الطلبة بقوله:

لا تقل: مجبرٌ أخاك لا بطل.

وقــل: مجبرٌ أخوك لا بطل.

لما وجدنا من يعيب عليه، ولأقر له حتى معلمو اللغة العربية لأن كلمة: (أخ) من الأسماء الستة، التي ترفع بالواو، وتنصب بالألف، وتجر بالياء، ولا شك أنها هنا في موضع الرفع، لأنها مبتدأ مؤخر مرفوع، ومجبرٌ خبر مقدم، واقتضت البلاغة تقديم الخبر، للاهتمام بمعناه، فكان لا بد أن تكون: (مجبر أخوك)، أي: (أخوك مجبر).

وللأمانة العلمية، فإننا كنا سنوافق أساتذة اللغة والمثقفين، على قولهم ذاك، في الأسماء الخمسة، ونتجاهل الاستثناءات اللغوية، لولا أن المثل أتانا من أهله الأولين: (مجبرٌ أخاك)، فوجب علينا إثباته، وحفظ حق من قاله أولا، وتوضيح علة تجاهل رفعه بالواو، وقبول الوجهين بالرفع بالواو وبالرفع على المد.

فبعض لغات العرب – مثل لغة بني تميم- وربما كان قائل المثل منها، تنهي الأسماء الستة بالألف في كل الأحوال، وتعربها بالحركات المقدرة، ومن ذلك قول شاعرهم: أبي النجم العجلي:

إن أباها وأبا أباها                قد بلغا في المجد غايتاها

فيكون إعراب الاسم (أخاك): مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة المقدرة على الألف، و(الكاف) ضمير متصل في محل جر مضاف إليه.

وهناك من فقهاء اللغة من يرى، أن تروى الأمثلة والأحكام كما نطق بها أهلها، ومنها هذا المثل، ومنهم من يرى إعادتها إلى لغة قريش، ويرد كلمة (أخاك)، ويجعلها (أخوك)، ومنهم الجاحظ، ولا يعتد بأية لغة أخرى غير لغة قريش.

ونرى الأخذ بالرأي الثاني الذي ذهب إليه الجاحظ، حتى تترسخ قواعد اللغة العربية المجمع عليها، ولا مانع من توضيح صحة الاستخدام الآخر، بوصفه لغة من لغات العرب، التي لم تنتشر، ولم تشتهر كلغة قريش، التي كانت أكثر توافقا مع قواعد القرآن الكريم، في مختلف المجالات اللغوية.

ويجب علينا التأكد، من معرفة من يلفظها (أخاك)، للقاعدة، ولسبب نطقها وكتابتها بهذه الصورة، للتأكد من أنه يعرف قواعد الأسماء الخمسة، ويعرف أن هذا استثناء خاص بهذا المثل، ولا يجوز تعميمه على الكلام.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.