اعتمادا على قواعد اللغة العربية، فإن كلمة مُدير هي اسم الفاعل من الفعل أدار، وتجمع على وزن فاعلين، وعليها نجمع كلمة مُدير على مديرين، ولا نجمعها على مدراء.
وقد يسأل سائل لماذا جمعنا كلمة عظيم على عظماء، وكريم على كرماء، وشريف على شرفاء، وحكيم على حكماء، وحليم على حلماء، ولم نجمع كلمة مُدير على مدراء؟
السر في ذلك يكمن في حرف الميم في أول كلمة مدير، فهو حرف زائد، وليس حرفا أصليا، كالأحرف التي وردت في (عظيم، وشريف، وكريم، وحكيم، وحليم)، التي أصولها شرف وكرم وعظم، وحكم، وحلم، ثم أصبحت صفاتٍ على وزن فعيل: (شريف، وعظيم، وكريم، وحكيم، وحليم)، بينما أصل مدير أدار، مثل أقال، وأزاح، وأقسم وأعطى، فتتحول في اسم الفاعل إلى مـُقيل، ومـُزيح، ومـُعطي، بإبدال الهمزة ميما، فهل نجمعها على مقلاء ومزحاء ومعطاء ومدراء؟!
بل نجمعها على مقيلين ومزيحين ومعطين ومديرين.
أما مدراء فإنها جمع لكلمة تبدأ بحرف الميم في أولها، وهو أصل فيها، مثل أصل حرف العين في عظيم، والشين في شريف، والكاف في كريم، والحاء في حليم وحكيم، وهي من الفعل مدر واسم فاعلها مادر، والاسم المشبه مَدير بفتح الميم، وهو الطيان الذي يضع الطين على الجدار بعد بنائه، ليجعله لينا ناعما.
جاء في المعجم: (المدر قطع الطين اليابس، وقيل الطين الذي لا رمل فيه، واحدته مدرة، ومكان مَدير ممدور، والمدر للحوض، أن تسد خصاص حجارته بالمدر، والمدر تطيينك وجه الحوض بالطين الحر).
وروى الترمذي قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما من مسلمٍ يلبِّي إلَّا لبَّى من عن يمينِه أو عن شمالِه من حجرٍ أو شجرٍ أو مدرٍ حتَّى تَنقطعَ الأرضُ من هاهنا وَهاهنا)، والمدر هنا هو الطين.
وفي حديث أبي ذر رضي الله عنه، الذي رواه مسلم: (فمال عليَّ أهلُ الوادي بكل مُدْرَةٍ وعظمٍ).