لا تقل: المبنى الرئيسي وقل: المبنى الرئيس

Albaaj1015 أكتوبر 2024آخر تحديث :

 

هذا الخطأ مما شاع عند كثير من العوام والمثقفين، حتى أصبحوا لا يستسيغون الصواب.

وسبب الخطأ أنهم استخدموا ياء النسبة، لتحويل كلمة رئيس إلى صفة، وياء النسبة هي الياء التي تتصل بالاسم، لتكسبه معنى الصفة، مثل: عـِلم: عـِلمي، فـِقه: فـِقهي، مـَدرسة: مـَدرسي.

وغفل من وقع في هذا الخطـأ أن كلمتي: الرئيس والرئيسة لا تحتاجان إلى ياء النسبة لتحويلهما إلى صفات، لأنهما بذاتهما من الصفات المشبهة باسم الفاعل، جاءتا على وزن فعيل وفعيلة، مثلهما مثل: الكريم والشريف والعظيم والنجيب، فهل يقال للشريف: شريفي؟! وللكريم: كريمي؟! وللعظيم: عظيمي؟! وللنجيب: نجيبي؟!.

وأصل الكلمة هو: الرأس وهو أعلى الجسد وسيده، ورأس كل شيء أعلاه، ومنه أخذت صفة الرئيس والرئيسة.

ومما جاء في الأثر قول الشريف الرضي في كتاب المجازات النبوية: (لأن القلب سيد الأعضاء الرئيسة، والأحناء الشريفة)، وقول أبي حيان التوحيدي في الإمتاع والمؤانسة: (ولكل واحد من الحيوان ثلاثة أرواح في ثلاثة أعضاء رئيسة)، ولم يرد عن العرب استخدامهم الرئيسي بمعنى الرئيس.

ومما لا يفوتنا ذكره أن كلمة الرئيسي، إذا استخدمت فإنها ستؤدي معنى جديدا غير المعنى المألوف المراد عند عوام الناس، وهي صفة لأمر منسوب للرئيس، وليس من الضرورة أن تكون مُهمة ورائسة، كأن ننسب للرئيس أمرا، فنقول: الموكب الرئيسي، أي الموكب المختص بالرئيس، وليس الموكب الرئيس من بين المواكب، أو الطعام الرئيسي، أي الطعام المخصص للرئيس، وليس الطعام الرئيس من الأطعمة، أو البروتوكول الرئيسي، أي البروتوكول الخاص بالرئيس، وليس البروتوكول الرئيس من البروتوكولات.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.