ليس صحيحا ما يظنه بعض المثقفين، من أنه لا يجوز تعريف كلمة غير، حين تكون مضافة، لأن التعريف يقع على المضاف إليها، بينما يجوز تعريفها إذا لم تكن (مضافا).
فلا شك أن كلمة غير حين تكون (مضافا)، يكون تعريفها بالإضافة إلى اسم آخر، وهو المضاف إليه، وليس بافتتاحها بأل التعريف، فالأصل بالجملة (غير بليغة) فإذا أردنا التعريف نعرف المضاف إليه (بليغة)، ولا نعرف المضاف (غير)، فنقول: الحوادث غير البليغة، ولا نقول الحوادث الغير بليغة، والطلاب غير المجتهدين، وليس الطلاب الغير مجتهدين، وهكذا.
وقد جاء في المعجم تعريف للاسم غير: (غير من حروف المعاني، تكون نعتا، وتكون بمعنى: لا).
ولكن هل يجوز تعريف غير بالألف واللام، إذا لم تكن مضافة إلى مضاف إليه، يمنع عنها هذا التعريف، كقولهم: (التأمين ضد الغير) أو (الاعتداء على حقوق الغير)، وغيرها مما يتحدث به الناس حتى المثقفون؟
القاعدة تقول: (لا يجوز تعريف كلمة غير بأي حال من الأحوال سواء أكانت مضافة، أم مفردة) وسواء كانت بمعنى النعت أو بمعنى ليس، أو لا.
وقد جاء في الكتاب لسيبويه:
(غير مغرقة في الإنكار، فلا تـُعرَّف ولا تعظم ولا تحقر ـ أي تصغر).
ولم يرد في القرآن والسنة وكلام العرب وشعرهم لفظ غير معرفا بالألف واللام قط.
قال الله تعالى: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.
وروى البخاري عن أم هانئ رضي الله عنها: (إنَّ النبيَّ دخل بيتها يوم فتحِ مكةَ، فاغتسل، وصلى ثمانيَ ركعاتٍ، فلم أرَ صلاةً قطُّ أخفَّ منها، غيرَ أنه يُتمُّ الركوعَ والسجودَ)، فجاءت غير هنا بمعنى إلا.
وورد في حديث الاستسقاء: (من يكفر الله يلق الغـِيـَرَ) أي تغير الحال، وانتقالها من الصلاح إلى الفساد، والغِـيـَر الاسم من قولك غيرت الشيء فتغير.
وأرض مـَغيرة بفتح الميم ومغيورة، أي مسقية يقال: (اللهم غرنا بخير، وعرنا بخير، وغار الغيث الأرض، يغيرها أي سقاها، وغارهم الله بمطر، أي سقاهم يغيرهم ويغورهم، وغارنا الله بخير كقولك أعطانا خيرا).