في قواعد اللغة، لا يجوز جمع الاسم سائح على صيغة سواح، لأن جمع اسم الفاعل سائح هو سـُيـَّاح، وليس (سواح)، والمصدر هو سياحة بالياء، وليس سواحة بالواو، فأصل الألف في الفعل ساح هو الياء، وليس الواو، مثل غاب: (أصل الألف ياء) ومنه غائب وغـُـيـَّاب، وقاد: (أصل الألف الواو) ومنه قائد وقـُوَّاد، وزار وزائر وزوار، (أصل الألف الواو)، وساح: (أصل الألف الياء) يسيح سياحة وسيوحا وسيحانا وسيحا، فهم سياح، وليس ساح سوحا، ومعناه من سار في الأرض، وسافر وتنقل.
وأصل السيح هو الماء الظاهر، الجاري على وجه الأرض، وجمعه سيوح، وقد ساح يسيح سيحا وسيحانا، إذا جرى على وجه الأرض.
وساح في الأرض يسيح سياحة وسيوحا وسيحا وسيحانا أي ذهب.
أما السُوح (بالواو) فهي جمع الساحة، وهي الناحية، وهي فضاء يكون بين دور الحي، وساحة الدار باحتها، والجمع ساح، وسوح، وساحات.
ويجمع سائح أيضا جمع مذكر سالم فيكون: (سائحون، وسائحين ـ حسب موقعها من الإعراب).
قال الله تعالى: {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}.
والسياحة في الآية هي الذهاب في الأرض للعبادة والترهب.
وقال: {فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللّهِ وَأَنَّ اللّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ}.
وسيحوا في الآية ها هنا أي ارحلوا واذهبوا بعيدا.
وروى أبو داوود في صحيحه أنَّ رجلًا قالَ يا رسولَ اللَّهِ ائذَن لي في السِّياحةِ فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: (إنَّ سياحةَ أمَّتي الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ تعالى).
وذكر ابن باز في كتاب الفتاوى أيضا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للهِ ملائكةً سيَّاحين يُبلغوني عن أمَّتي السَّلامَ) و(السياحون والسياحين) جمع سَـيـَّاح، وهو كثير السياحة، أي كثير السفر، والتنقل والحركة.
ويقال للصائم سائح، لأن الذي يسيح متعبدا، يسيح ولا زاد معه، إنما يطعم إذا وجد الزاد، والصائم لا يطعم أيضا، فلشبهه به سمي سائحا، وسئل ابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهما عن السائحين فقالا: (هم الصائمون).