عند النظر في فحوصات الحمض النووي لمن يخبرون عن أنفسهم أنهم من بني هاشم نجد تفاوتا كبيرا في النتائج لا تجمع الكثير منهم في جد قبل عشرات آلاف السنين.
وتبين أن هؤلاء موزعون في عدة مجموعات سلالات وراثية أهمها: (A، B، C، F، D، E، G، H، I، J1، J2، K. L، N، P، Q، R)، وويتكتل أكثرهم في السلالات الوراثية: (J1، J2، E، G، R، Q).
ولكن في الوقت نفسه نجد أن كثيرًا من القرشيين والهاشميين وفقا لموروثهم التاريخي ينتمون جينيًّا إلى السلالة: (J1)، ولا يمكن أن تنتمي كل هذه السلالات الوراثية تنتمي جينيًّا إلى هاشم بن عبد مناف؟ لأن عمر السلالة الوراثية J1 أكثر من 10 آلاف سنة، فإذا كان هاشم بن عبد مناف يقينا جدًا للمنحدرين من هذه السلالة، فإنه ليس جدًا للمنحدرين من السلالات الأخرى «J2، E، G، R، Q).
وفي الوقت نفسه لا نستطيع أن نجزم أن هاشم بن عبد مناف ينتمي جينيًّا إلى السلالة: (J1)؟ لأننا لا نمتلك عينته لنحللها وهنا سبب أن نتائج هذا العلم تبقى ظنية وليست يقينة.
ومن هذا المنطلق وحتى لو جزمنا بأن هاشم بن عبد مناف ينتمي جينيًّا إلى السلالة: (J1) أن ننفي نسب من يمتلك موروثاً نسـِبياً تاريخي يثبت انتسابهم إلى الدوحة الهاشمية أو اشتهر بين الناس جيلا بعد جيل انتسابهم إلى الدوحة الهاشمية، وذلك للأسباب الآتية:
أولا: التحالف بين القبائل:
دخول بعض القبائل في حلف مع قبائل أخرى لأسباب عدة، وانتشار أنسابهم الجينية جميعا في القبيلة.
ثانيا: إلحاق أبناء الأخت بأخوالهم:
وهو يحدث كثيرا عند العرب خاصة عندما تترم الأم أو تطلق ويبقى أباؤها عند أمهم في قبيلتها.
ثالثا: الخوف من الاضطهاد:
في أزمنة مختلفة أخفى بعض نسبهم تحت ظروف قاهرة خوفًا على أنفسهم وأموالهم من أعدائهم، ولا تعلم الذرية حقيقة الأمر، فتذوب هويتهم الهاشمية، ولو أجرى اليوم أحفاده فحص الحامض النووي، فسوف تتطابق نتائجهم مع نتائج الهاشميين الذين ينتمون إلى السلالة: (J1)، مع أنهم غير معروفين بالانتساب الهاشمي.
رابعا: الكذب والادعاء:
قد يدعي شخص أنه هاشمي في بلد لا يعرفه أو يظنه الناس هاشميا لصلاحه وعلمه أو يطلقون عليه اسم سيد أو شريف ويموت ويظن أبناؤه ومن حولهم أن الجد كان هاشميا، فلو أجرى الأحفاد بعد ذلك الفحص الجيني سيتضح أنه ليسوا هاشميين..
خامسا: القلة التي تصبح كثرة:
وهناك مثال خطير يتكرر كثيرا، فعندما يريد باحث ما، أن يعرف البصمة الوراثية لقبيلة معينة، عدد أفراده 1000 شخص، ويفحص مجموعة قليلة منهم، فتكون نتائجهم مختلفة على بصمتين أو أكثر، فإنه يذهب إلى زيادة أعداد العينة بشكل كبير، ليعتمد نتيجة البصمة الجينية الغالبة، وفي هذا الأمر احتمال خطر كبير، يجعل النتيجة ظنية لاحتمالات عدة أشهرها وأوضحها – إضافة إلى البنود السابقة – أن الأب الأكبر ربما تبنى ابن أخته أو ابن زوجته من زوجها السابق، ورباه مع أبنائه العشرة من صلبه، ويعرفه الناس الجميع (11 شخصا)، أنهم أبناؤه، فيكون أبناؤه العشرة مجتمعين أقل من الواحد إنجابا وعقبا، ربما لأسباب القتل أو الحروب أو المرض، فتطغى بصمة الدخيل الوراثية عددا، على بصمة العشرة، فيظن الباحث أن بصمة ذرية هذا (الربيب) لكثرتهم، هي بصمة ذاك الرجل، وبصمة أبنائه العشر، هي البصمة الدخيلة.