كشف فريق علمي دولي حسب مقال نشر عام 2015 عن نجاحه في وضع أول خريطة للتاريخ الجيني للمجموعات البشرية والشعوب حول العالم.
وتشير الخريطة إلى التداخلات الجينية الناتجة عن اختلاط الأعراق والشعوب نتيجة الحروب الاستعمارية وتجارة العبيد وغزو جحافل المغول، إضافة إلى تمازج دماء التجار الأوروبيين في مناطق درب الحرير مع شعوب الصين.
وتقدم الخريطة الجينية لشعوب الأرض التي توصل إليها باحثون في جامعتي أكسفورد البريطانية ويونيفرسيتي كوليدج لندن ومعهد ماكس بلانك الألماني للأنثربولوجيا الارتقائية، تاريخ التمازج الجيني الناجم عن الاختلاط بين 95 من المجموعات البشرية والشعوب حول العالم في أوروبا وأفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية، على مدى أربعة آلاف سنة الماضية.
ونشرت الدراسة المسماة الأطلس الجيني لتاريخ الاختلاط البشري في مجلة ساينس العلمية، وترصد هذه الخريطة الجينية العالمية، في وقت واحد، تواريخ وخصائص التمازج الجيني بين مختلف الأقوام، وذلك بعد أن تمكن العلماء من تطوير طرق إحصائية متقدمة لتحليل الحمض النووي منقوص الأكسجين دي إن إيه المستخلص من عينات 1490 شخصا من المجموعات البشرية الخمس والتسعين حول العالم.
وقدمت كل من مؤسسة ويلكم تراست والجمعية الملكية البريطانية ومؤسسة جون فيل بجامعة أكسفورد ومعاهد الصحة الوطنية الأميركية، الدعم المالي لإجراء البحث.
وشملت الخريطة دراسة لعينات من 12 مجموعة بشرية في العالم العربي هي: المجموعة المراكشية، ومجموعة المزابيين أو بني مزاب وهي من القبائل الأمازيغية في الجزائر، والتونسيون، والمصريون، ومجموعة البدو وهم من بدو شمال شبه جزيرة سيناء، والسعوديون، واليمنيون، والسوريون والفلسطينيون، والأردنيون، والدروز، والإماراتيون.
وصرح الدكتور سايمون مايرز الباحث في الإحصاء بجامعة أكسفورد وفي قسم علوم الجينات البشرية في ويلكم تراست وأحد المشاركين في الدراسة أن الحمض النووي (دي إن إيه) يمتلك القدرة على سرد التاريخ والكشف عن أدق تفاصيل الحقب الماضية للبشرية.