أيها السائقون: صوموا تصحوا وتتجنبوا مخاطر الطريق
الحوادث المرورية وعواقبها تتضاعف خلال الأيام البيض
30 وفاة و258 إصابة خلال 37 يوما أبيض مقابل 14 وفاة و191 إصابة كل 37 يوما سواها
كشف بحث أعده ووضع فرضيته المعتصم بالله محمد رئيس تحرير مجلة المسار عام 2011، وولداه أحمد المعتصم بالله، وعبد الله المعتصم بالله، وجود صلة بين الوضع العام لنفوس الناس خلال الأيام البيض حين يكون القمر بدرا، وهي الأيام (13 – 14 – 15) من كل شهر هجري، وبين زيادة أعداد الحوادث المرورية وعواقبها بسبب ارتفاع جاذبية القمر التي تؤثر في البحار، وافترض البحث أنها تؤثر في ضغط دم الإنسان، وتجعله أكثر حدة وغضبا، واستنبط واضعا الفرضية حكمة من حث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعض أصحابه رضوان الله عليهم جميعا، على صيام هذه الأيام، بأن من فوائد الصيام، تخفيف هذه الحدة، وما ينتج عنها من تصرفات قد تكون هجومية ومتوترة وغير عقلانية أحيانا، وهو ما لاحظه بشكل متكرر شهريا خلال هذه الأيام.
بدأت فكرة البحث عندما لاحظ الشقيقان أحمد البعاج الطالب في المعهد الوطني للتعليم المهني، وعبد الله البعاج الطالب في مدرسة المعهد الديني للتعليم الأساسي والثانوي: (ضابطا الشرطة لاحقا)، أن هناك تغيرا سلبيا في حالة الطريق في أيام معينة من الشهر وعندما رصداها لأشهر عديدة تبين أنها تكون في الأيام (13 – 14 – 15) من كل شهر هجري، واستمرت مراقبتهما لفترة طويلة لتقوى الملاحظة، وذلك بتحليلها والخروج بنتائج مؤكدة، مبنية على إحصاءات رسمية.
وبعد أن رصد الباحثون الأيام البيض خلال العام الماضي، رصدوا كذلك عدد الحوادث المرورية والإصابات والوفيات في كل يوم من الأيام البيض من عام 2010، ورصدوا كذلك المعلومات نفسها للأيام الأخرى، فتبين أن الأيام البيض السبعة والثلاثين عام 2010 شهدت وقوع عدد كبير من الحوادث المرورية، مقارنة بالأيام الأخرى من العام المذكور.
وكشفت نتائج البحث الذي استقى الباحثون معلوماته الأولية من دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري، وقسم الإحصاء في إدارة التخطيط الاستراتيجي بقطاع الاستراتيجية والحوكمة المؤسسية، في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، بناء على إحصاءات الإدارة العامة للمرور بشرطة دبي، عن أن معدل وفيات حوادث السير خلال الأيام البيض، يفوق ضعفي معدل الوفيات في الأيام الأخرى، وهي نتائج أذهلت حتى واضعي الفرضية، حيث شهدت الأيام البيض خلال عام 2010 سقوط 30 وفاة نتيجة الحوادث المرورية، مقابل 14 وفاة فقط معدل وفيات العدد نفسه من أيام السنة الأخرى، و15 وفاة معدل الوفيات في سائر أيام العام كاملا لكل 37 يوما، بينما بلغ المعدل اليومي لوفيات العام الماضي عامة، 0.4 وفاة، ليرتفع الرقم إلى 0.8 خلال الأيام البيض، وينخفض المعدل اليومي، فيما سواها من الأيام إلى 0.36.
وأشار البحث إلى أن عدد الوفيات الناتجة عن حوادث السير خلال العام الماضي (2010) بلغ في إمارة دبي ـ حسب الإحصاءات الرسمية ـ 151 وفاة، توزعت بين 30 وفاة خلال الأيام البيض السبعة والثلاثين، و121 وفاة توزعت على بقية أيام العام الـ 328 يوما.
كما كشف البحث عن أن عدد الإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية خلال الأيام البيض تجاوزت مثيلاتها خلال الأيام الأخرى، فقد أوقعت حوادث السير خلال تلك السنة 1951 مصابا، منهم 258 مصابا خلال الأيام البيض، و1693 مصابا خلال الأيام الأخرى، ليبلغ المعدل اليومي لإصابات السير خلال العام الماضي 5.3 خلال سائر أيام العام، و6.9 خلال الأيام البيض، و5.1 خلال الأيام الأخرى غير الأيام البيض، وبلغ معدل الإصابات لكل 37 يوما، 197 إصابة خلال سائر أيام العام، و258 إصابة خلال الأيام البيض، و191 إصابة خلال الأيام الأخرى.
وبلغ العدد الإجمالي للحوادث المروية البليغة والمتوسطة التي وقعت العام الماضي (2010) 1367 حادثا، بمعدل 3.7 حوادث يوميا، تبين أن 297 حادثا منها وقعت خلال الأيام البيض السبعة والثلاثين، بمعدل 8 حوادث يوميا، مقابل 1070 حادثا شهدتها الأيام الأخرى من العام بمعدل 3.2 حوادث مرورية.
ورصد البحث الأيام البيض خلال 2010 وهي ثلاثة أيام من كل شهر، وتبين أنها 36 يوما، إضافة إلى يوم واحد وهو 15 من المحرم من عام 1431 هجري، الموافق الأول من يناير عام 2010، علما بأن السنة الهجرية يقل عدد أيامها عن السنة الميلادية بمعدل من 10 إلى 11 يوما سنويا، وهو ما منح فرصة دخول يوم هجري إضافي إلى 36 يوما التي احتوتها سنة 2010 حتى وصل عدد الأيام البيض خلال عام ميلادي واحد هو عام 2010 إلى 37 يوما.
واعتمد الباحثون الأيام السبعة والثلاثين مقياسا ثابتا للبحث وقارنـوه بمعدل كل 37 يوما من الأيام الأخرى خلال العام، وكذلك بمعدل كل 37 يوما أخرى من العام بأكمله ليسهل إجراء المقارنات، كما اتخذ البحث من إمارة دبي خلال الفترة من 1/1/2010 إلى 31/12/2010 فترة زمنية ومنطقة جغرافية أخضعت للبحث، على أمل التمكن في المستقبل من استكمال هذا البحث وتعميمه على قطاعات أخرى.
الأشهر المتفرقة تؤكد الفرضية
وعند دراسة كل شهر على حدة تبين توافق الفرضية مع كل أشهر السنة ماعدا شهرا واحدا هو شهر سبتمبر، الذي افترض البحث أن له وضعا خاصا أورده الباحثون في فقرة خاصة به من البحث.
شهر سبتمبر وتشديد الإجراءات
بالرغم من أن شهر سبتمبر شكل حالة فريدة من بين أشهر السنة، حيث شهد انقلابا في عدد الإصابات والوفيات لصالح الأيام الأخرى غير الأيام البيض فقد كان كذلك دليلا وداعما للفرضية وللتوصيات، التي تؤكد أن بإمكاننا تغيير الوضع في حال اتخاذ بعض الإجراءات الاستثنائية.
فقد صادفت الأيام البيض في شهر سبتمبر من العام الماضي بداية العام الدراسي (2010)، الذي بدأ في الأسبوع الذي سبقها، وعادة تشهد بداية العام الدراسي رفع درجة الحيطة والحذر، وانتشار الدوريات الأمنية، وتدخل جهات الاختصاص لحماية الأبناء الذين يتوافدون على مدارسهم، وتنظيم العديد من الحملات التوعوية والأمنية، التي تساهم في ضبط حركة الطريق.
وكان لهذه التغييرات والحملات آثار إيجابية في الطريق، على مستوى الإصابات عموما، التي لم تتجاوز 130 إصابة بمعدل يومي 4.3 مقابل 5.3 المعدل السنوي، كما كان معدل الوفيات اليومي لهذا الشهر 0.23 مقابل 0.4 المعدل السنوي للوفيات، حيث شهد هذا الشهر وقوع 7 وفيات فقط جراء حوادث السير، مقابل 29 وفاة شهدها أعلى شهر خلال العام الماضي (2010) وهو شهر فبراير، ولم يشهد شهر سبتمبر وقوع أية وفاة خلال الأيام البيض.
التوصيات:
وأوصى البحث بما يلي:
- توسيع الدراسة لضم الأيام 16 و17 إلى عينة البحث بوصفها تقع تحت التأثير المباشر.
- مواصلة البحث على مختلف المستويات وعلى مدى جغرافي أوسع وفترة زمنية أطول.
- دعوة من يستطيع الصيام في هذه الأيام إلى الاقتداء بالهدي النبوي لما له من أثر فعال.
- دعوة السائقين لمحاولة السيطرة على سلوكيتهم بشكل أفضل خلال هذه الأيام من كل شهر.
- دعوة السائقين لرفع درجة الحيطة والحذر خلال هذه الأيام لتجنب أخطاء الآخرين الناتجة عن الأثر النفسي لهذه الأيام.
- دعوة رجال الشرطة إلى تكثيف وجودهم خلال هذه الأيام لدفع السائقين إلى الانضباط، وذلك سيحقق انخفاضا كبيرا في أعداد الحوادث، وما ينتج عنها من إصابات ووفيات، يمكن تقديرها بحماية معدل 16 شخصا من التعرض للوفاة تقريبا سنويا، وهو ما ساهمت في تحقيق جزء منه حملات العودة إلى المدارس العام الماضي.
- دعوة الأطباء والمختصين في المستشفيات إلى إجراء دراسات مقارنة لمرضاهم، لقياس نسبة الأدرنالين في الدم خلال تلك الأيام وغيرها من الأيام، خاصة المرضى النفسيين.
- دعوة الأشخاص العصبيين إلى تجنب اتخاذ قرارات متسرعة خلال هذه الأيام لضمان عدم وقوعهم في أخطاء.
الخبراء: نوصي بالاستفادة من نتائج البحث
وفي تعقيباتهم على البحث دعا الخبراء والمختصون إلى الاهتمام بمثل هذا النوع من الدراسات، والأخذ بنتائجها لما فيه المصلحة العامة.
وقال سعادة عارف المهيري المدير التنفيذي لمركز دبي للإحصاء عن أهمية الإحصاءات والأرقام في الأبحاث العلمية: إن البيانات الإحصائية تعد الركيزة الأساسية التي يعتمد عليها متخذو القرار وراسمو السياسات والمخططون في وضع الخطط التنموية ورسم السياسات للقطاعات الاقتصادية، والاجتماعية والديموغرافية.
ولا يمكن تحليل أو قياس أي ظاهرة دون توفر البيانات الإحصائية المرتبطة بها، ولا يمكن قياس مدى نجاح الخطط التنموية، وإعداد التنبؤات المستقبلية دون وجود قواعد بيانات إحصائية دقيقة وشاملة، وتعد المعلومات الإحصائية من المتطلبات الرئيسة المطلوب توفرها، عند إعداد الخطط الاستراتيجية.
80% من أجسامنا مياه
بينما أشاد بنتائج البحث الدكتور أحمد بن عبد العزيز الحداد كبير المفتين، مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي وقال: هذا بحث جيد مركز مدلل، أثبت أن هناك علاقة مباشرة بين الإنسان والقمر، وأنه يؤثر في حياة الإنسان كما له مثل ذلك في البر والبحر والشجر والثمر، وهو يؤكد ما كان يقرره بعض العلماء كالدكتور الإمريكي ” ليبر” عالم النفس بميامي في الولايات المتحدة في كتابه “التأثير القمري” إذ قرر: أن هناك علاقة قوية بين العدوان البشري والدورة القمرية، خاصة بينه وبين مدمني الكحول، والميالين إلى الحوادث، وذوي النـزعات الإجرامية، وأولئك الذين يعانون من عدم الاستقرار العقلي والعاطفي، وبرهن على ذلك بأن جسم الإنسان مثل سطح الأرض يتكون من 80% من الماء والباقي هو المواد الصلبة، ولذلك فإن قوة جاذبية القمر تتسبب في المد والجزر في البحار والمحيطات، ويحدث هذا المد في أجسامنا ،عندما يبلغ القمر أوج اكتماله، في أيام البيض.
وقال ليبر: إنه نبه شرطة ميامي، لذلك، كما طلب وضع أخصائي التحليل النفسي في مستشفى جاكسونا في حالة طوارئ تحسبا للأحداث التي ستقع نتيجة الاضطرابات في السلوك الإنساني، والمتأثرة بزيادة جاذبية القمر.
وقال ليبر كذلك: إن ما حدث كان جحيما انفتح، فقد تضاعفت الجريمة في الأيام الثلاثة الأولى من يناير1973، كما وردت أنباء عن جرائم أخرى غريبة وجرائم ليس لها أي دافع، وكانت تلك الأيام قد صادفت الأيام البيض.
وقرر أنه قد أصبح من المعروف أن للقمر في دورته تأثيرا في السلوك الإنساني وفي الحالة المزاجية، وهناك حالات تسمى: الجنون القمري حيث يبلغ الاضطراب في السلوك الإنساني أقصى مدى، في الأيام التي يكون القمر فيها بدرا.
وهذا البحث العلمي أثبت هذه النظرية؛ لذلك ليس غريبا أن يكون هناك سر لطيف وحكمة بالغة في ندب الشارع الحكيم إلى صيام هذه الأيام، بمثل ما رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، قال: (أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام).
وترجم له البخاري بقوله: باب صيام أيام البيض: ثلاثة عشر وأربعة عشر وخمسة عشر.
ومعلوم أن للصوم أثرا كبيرا في تهذيب النفس وكسر شهوتها وجماحها وتضييق مجاري الشيطان الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم من العروق، فلا غرابة أن يكون هذا من حِكمة ندب صيام هذه الأيام، فإن تشريعاته كلها لحِكم عظيمة قد يدركها العقل وقد لا يدركها.
وهذا البحث القيم قد كشف لنا شيئا من هذه الحِكم البالغة، فلهؤلاء الطلبة الباحثين جزيل الشكر وبالغ الثناء.
قدوة لغيرهم من الشباب
وأثنى العميد محمد صالح بداه مدير إدارة العلاقات العامة في وزارة الداخلية، على الجهد والأفكار المبدعة التي خرج بها واضعا الفرضية والباحثات، منوها إلى أن هؤلاء الشباب يعدون قدوة لشبابنا، ومؤشرا مهما على التفكير المنهجي العلمي السليم، الذي بدأ يسود بين أوساط الشباب.
وقال: هذه النتائج تؤكد النظريات العلمية التي تتحدث عن تأثير القمر في البشر، وهناك نظريات فلكية عديدة تجد رابطا مهما بين ما يحصل في السماء وما يحصل على الأرض، وكنت قد قرأت عن دورة حياة القمر ومنازله، بالتأثير في سلوكيات وتصرفات الإنسان حيث تدفعه للتوتر والعصبية والانفعال السريع، وبعد النظر في هذا البحث ونتائجه، أؤيد التوصيات التي وصل لها الباحثون، متوقعا أن يكون لتنفيذ التوصيات نتائج مهمة جدا بداية بحماية الأرواح، مرورا بحماية الممتلكات العامة، وتوفير نفقات العلاج وغيرها.
وقال: كما تأتي لتثبيت المؤمنين الذين يؤمنون بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان حريصا على سلامتهم وسعادتهم، من خلال ما يأتيه به الوحي، وأن الإسلام حريص عموما على كل ما في الحياة والوجود من مخلوقات، سواء كانت إنسانا أو حيوانا أو نباتا أو جمادا.
الحجامة تؤكد نتائج البحث
الدكتور محمد رضا مصطفى الخالد، أخصائي طب الأسرة في هيئة الصحة بدبي، أكد أن هناك ارتباطا نفسيا بين الحالة العامة لصحة الجسم وحيويته وبين حركة القمر ومنازله في السماء مستدلا على ذلك بأن الأطباء والعلماء ينصحون بإجراء الحجامة في جسم المريض بعد الأيام البيض وهي الأيام (17، و19، و21) وذلك لإدراكهم أن الدم في جسم الإنسان يكون في حالة فورة خلال الأيام البيض، ويكون حجم الدم كثيفا وهو ما يسبب التوتر والضغط النفسي الذي ينتج عنه ـ ربما ـ ارتفاعا في الأخطاء، ومنها الأخطاء المرورية.
تجنب هذا الشخص في اكتمال القمر
ودعا الدكتور شعبان أمبابي استشاري الأمراض الباطنية، مسؤول مركز دبي الطبي التخصصي ومختبرات الأبحاث البيئية إلى استكمال البحث وتوسيعه وذلك بإجراء فحوصات للأشخاص الذين يتسببون بالحوادث المرورية خلال هذه الأيام وفحص نسبة الأدرنالين في الدم ومعاودة القياس في الأيام الأخرى وتقديم النصيحة للذين يتأثرون جدا في هذه الأيام إلى رفع درجة الانتباه والحذر خلال هذه الأيام.
وقال: كان السابقون أكثر وعيا لأهمية هذه الأيام وكان هناك مثل شائع يقول: (تجنب هذا الشخص عند اكتمال القمر)، وغالبا ما تطلق هذه العبارة على الأشخاص العدوانيين.
النساء أكثر تأثرا
أما الدكتور عامر عدنان سعد الدين استشاري علم النفس في دبي، فقد أكد أنه لم تكن هناك دراسات وأبحاث علمية في السابق، تربط بين حركة القمر والحوادث المرورية، ولكن علم النفس يجد رابطا واضحا بين سلوكيات الناس وبين أوضاع القمر، ويرصد تغييرات واضحة خاصة عند النساء اللاتي لهن وضع خاص في مواضيع الدورة الدموية.
وقال: إذا كان القمر يؤثر في البحار ويحركها في عمليات المد والجزر فكيف لا يكون له تأثير في الإنسان من حيث التركيبة الكيميائية والمزاج، وردة فعله على الأحداث التي تكون من حوله.
وقال علاء الدين صبحي داوود المدير العام لمعاهد السويد للسلامة: ندرك أن معظم الحوادث والمخالفات المرورية هي ناتجة عن سلوكيات السائقين على الطرق بالدرجة الأساسية، حيث يتحمل العنصر البشري المتمثل بالسائق ما يزيد على 90% من المسؤولية عن الحادث المروري، مقارنة بعناصر الحادث المروري الأخرى التي تمثل المركبة والطريق.
وأضاف: السائق اليوم بسلوكه هو السبب الرئيس والمسبب والضحية لحوادث الطرق، ولا يمكن أن نلقي باللوم على شماعة السرعة، والقيادة بتهور، والأحوال الجوية، وعدم ترك مسافة أمان وغيرها من مواقف الطرق على صنع الحادث المروري، لأن من يخلق هذه المواقف ويتعامل معها هو سلوك السائق على الطريق، وهذا السلوك كما عرفه علم النفس المروري إنما هو ناتج عن عوامل داخلية تخص السائق، يأتي في مقدمتها الوضع النفسي للسائق عند اتخاذه للقرارات على الطريق، يليها جوانب أخرى مثل شخصيته وعمره وجنسه وخبراته وخلقه وغيرها من عوامل الشخصية، وإن تأثير دورة القمر في الحالة النفسية للأفراد ومنهم السائقون سيكون له بالتأكيد دور في رد فعلهم على الطريق بشكل خاص وعلى الواقع المروري بشكل عام.
واضعا الفرضية: الاحتكام إلى العلم
عبر الشقيقان أحمد وعبد الله البعاج واضعا فرضية وجود علاقة بين الأيام البيض وارتفاع أعداد الحوادث المرورية ونتائجها، عن سرورهما لتوافق النتائج الأولوية مع ما ذهبا إليه، وأن الاحتكام إلى العقل والعلم هو أفضل السبل للوصول لنتائج صادقة وشفافة.
وقال أحمد: نحن نؤمن بالله إيمانا مطلقا، ونؤمن إيمانا مطلقا بأن كل ما جاء من عند الله، وما جاءنا به رسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، هو الحق الذي لا يأتيه الباطل أبدا، ولذلك لدينا قناعة أن كل أوامر رسول الله فيها الخير كله، وأن الشر في الأمور التي أمرنا باجتنابها، ولكننا لا نندفع في تقرير النتائج، ولا نؤمن بأن ما نتوصل إليه دليل على صحة ديننا، لأننا نتوصل إلى أمور دنيوية قابلة للتغير ودين الله ثابت.
من جانبه قال عبد الله: إن الفرضية جاءت من ملاحظتنا أن هناك تغيرا في حركة السير في بعض الأيام، وأصبحنا نلمس من بعض السائقين طيشا وتوترا غير مفهومين، ولاحظنا أن ذلك يتكرر شهريا خلال أيام معينة راقبناها فوجدناها هذه الأيام البيض، التي حث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه على صيامها.
ودعا جميع الطلبة والمثقفين إلى انتهاج مبدأ البحث العلمي لمواصلة التفكر وإثبات أو نفي اعتقاداتهم وآرائهم في القضايا التي تكون حولهم، مشددا على أن النتائج الأولية التي أثبتت الفرضية، لا تعدو في نظره نتائج أولية تحتاج إلى تعمق أكبر وتوسيع لمستوى البحث، ليشمل قطاعات أخرى تقع فيها أخطاء بشكل عفوي.